في اللغة العربية، يشير مصطلح “العرش” إلى الكرسي السامي والعظيم. العرش الذي يتحدث عنه في القرآن هو عرش الملك، ويشير إلى كرسي الملك وسلطانه العظيم. عندما نتحدث عن “عرش الرحمن”، نعني بذلك العرش الذي ينتمي إلى الله سبحانه وتعالى. هذا العرش هو عظيم ومهيب، وهو مخلوق عظيم لا يمكن لأحد أن يفهم عظمته وسعته إلا الله الذي خلقه. القرآن يقول: “الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى” (سورة طه: 5)، وأيضاً يقول: “إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ” (سورة الأعراف: 54).
ما هو عرش الرحمن
العرش يعتبر كقبة تغطي العالم بأكمله وسقف يحجب النظر عن العالم. إنه السقف العلوي للعالم كله، وهو أيضًا سقف الجنة. فالعرش هو السقف العلوي للكون، ولا يوجد شيء يتجاوزه إلا الله سبحانه وتعالى.
بالرغم من أننا نعرف أن العرش هو مخلوق كبير وعظيم وأن له حملة من الملائكة، فإن تفاصيل دقيقة حول هيئته وطبيعته ليست معروفة بالضبط، وإلا إذا كان لدينا معلومات صحيحة مبنية على أقوال نبي الإسلام – صلى الله عليه وسلم -، فإن معرفتنا تظل محدودة. إن النبي – صلى الله عليه وسلم – لا يتكلم عن الأمور إلا بالوحي من الله، ولذلك إذا كان هناك أقوال صحيحة منه توضح بعض معلومات عن هذا العرش، فإنها تُعتبر مصداقًا ومصدرًا للمعرفة. ومن الجدير بالذكر أنه في حديث العباس بن عبد المطلب، تم ذكر أن حملة العرش يوم القيامة قد يكونون ثمانية أو عوال، ولكن التفاصيل والمعلومات حول هذا الموضوع قد تختلف.
من المهم أن نتذكر دائمًا أن معرفتنا بالأمور الغيبية تعتمد بشكل أساسي على ما أوحى الله به في القرآن وما صح عن نبي النبي محمد – صلى الله عليه وسلم -، وأننا قد نكون غير قادرين على فهم بعض الأمور بالتفصيل، وذكر في السنة النبوية اهتزاز عرش الرحمن لموت صحابي.
نحن ملزمون بالاعتقاد بأن الله يتجاوز أي وصف ولا يمكن أن يحصر في إطار مادي أو مكاني. نجد أن تلك المفاهيم الروحانية تتجاوز قدرتنا على فهمها بشكل كامل.
لذلك، يجب علينا الاعتماد على ما أُعلِنَ من مصادر دينية معتبرة عندما نتحدث عن الأمور الغيبية والروحانية، وأن نعترف بأن معرفتنا محدودة وقد تكون محصورة بالمعلومات التي وردت في القرآن والسنة. وفي نهاية المطاف، يجب أن نمتثل للإيمان بالله وما أوحى به لنا دون التعمق في محاولة فهم أمور لا يمكن للبشر فهمها بالكامل.